ظللت أناجية
وقفت أمام الله أحدثه ، كم أحبه ، وأحب جسد كنيسته العروسَ الواحدة فيه
ظللتُ أناجيه ردحاً من الزمن عله يجيبني
التفت ونظر الي بعينين نديتين ذابلتين من الدموع
وأبتسم في حنان ولم يجب علي ،
وبلطف أشاح بوجهه عنى .
ألححت في طلبة : ماذا يضايقك يا رب ؟
فنظر وخُيّلَ إلى أنه يحدثُني ،
لكن صوتَه كان كأنه يأتي من بئرٍ عميقةٍ حيث قذفوا بيوسف الصديق ؟
صوتُ بعيد خافت هاديء حزين
ثقبتم يدي ورجلي ، أحصيتم كل عظامي ، نظرتم وتفرستم فيّ ،
وقسمتم كل ثيابي ، وعلي لُباسي اقترعتم )
- فأجبته في سرعة ودهشة :
حاشا أن نصنع بك هكذا . نحن نُحبك ونريدُك وسطنا حيا
فلماذا تقول هكذا ؟
- فأبتسم في حنان وأجاب في هدوء شارحا :
( ثقبتم يدي ورجلي لكي تعلقوني علي الصليب في الكنيسة ثانياً بعد ما قمت.
لقد غدوتُ صورةً أو أيقونة معلقة أو صليبا فوق حوائط كنائسكم .
لم أعد حيا في قلوبكم وأتحركُ بأجسادِكمً الحية ،
ماتت في قلوِبكم غاية وصيتي :
المحبة ،
……. كيف أنكم وأنتم
لا تحبون أخوتكم ؟تحبون أعدائكم
من يقول أنه يحبني ويبغض أخاه فهو كاذب لان من يحب أخاه الذي يبصرهُ فكيف يقدر أن يحبني أنا الله الذي يبصره . ولكم منى هذه الوصية ان من يحبُني يحب أخاهُ أيضا ….
فصرخت وقلت :
يا الهي رحمتُك أفضلُ من الحياة !!
فاردف قائلا لي :
أنا قد طلبت منكم أن أحيا فيكم وأنتم فيّ – في داخلكم ومن خلالكم احيا :
مسيحاً مصلوباً قائماً .
حباً مسكوباً .
لكني لا أجد موضعا لراحتي .
سأغفرُ لكم لأنكم لا تعلمون ما تفعلون ، لكن أنت ألان تعلم أي ألم تعطوني ..
تضعوني في جُبٍ سفليٍ في ظلماتِ أعماقكم تسكنوني .
في أعمدة الكنائس الرخاميةِ حبستموني ،
دفنتموني ،
وبترانيم روحية عطرة جميلة كفنتموني ،
في قلوبكم التي تُحبني أقفلتم علىّ قبراً .
ختمتم عليه بصلواتكم التي تقولون فيها يا ربُ يا ربُ .
أما قلت لكم ليس كلُ من يقول يا ربُ يا ربُ يخلص بل من يفعل مشيئة أبى الذي في السموات .
ومشيئته ان تحبوا بعضُكم بعضاً كما أحببتكم أنا ،
وهكذا أحببتكم وأحببت العالم حتى بذلت نفسي لكم
حتى أن الجميع يؤمنون وإلى معرفتي أنا الحق يقبلون .
وارادتي هي أن أنتشر أنا المسيح من خلالكم أنت البشر ،
فافتحوا قبور قلوبكم وأطلقوني للآخرين ..
فأنا لست الهكم أنتم فقط بل مسيحُ كل المسيحيين بل كل العالم الخاطي .
فأخرجوا إلى الآخرين الذين أحبُهم بقدر ما أحبكم .
أحبوهم بقدر ما اختبرتموه من محبتي .
فان مجال نمو محبتي لكم هو أن تتبادلوها وتتشاركوها مع مختلف أجناس البشرلكي يكون لهم شركة معكم في محبتي لكي ما بهذه الشركة يكون فرحكم كاملا فيّ .
دعوني أنتشر بين البشر من خلالكم في صورة محبةِ ذائبة معطية
لانكم أنتم ملح الأرض فإذا فسدَ الملحُ فبماذا يُملحُ .
فأن صرتم ملحاً متحجراً متقوقعاً لا يريد ذوباناً في الآخرين من أخوتكم في المسيحية ،
فكيف ستذبون في الإنسانية الخاطئة لتملحوها ؟
أن الملح لا يعمل وهو بداخلِ وعائِه
ولذلك لا يمكنكم أن تملحوا العالم وأنتم متقوقعون داخل ذواتكم ،
فاخرجوا من طائفة ملحكم وأختلطوا بعضكم ببعض لتملحوا كنائسكم المختلفة ، فان قيمتكم كملح لا تضيع حين تذوبوا بل تظهر حين تختلطوا وتحبوا بعضكم بعضاً حتى تفيضوا محبهً مسيحيةً
فلماذا تضيعون وقتكم ووقتي الذي وهبتكم إياه
فافتدوا الأوقات لان الأيام شريرة ،
فلا تضيعوا عمركم في خلافات فلسفية
فأنني لست آله فلاسفةٍ لاهوتيين ،
فبينما ينشغل الفلاسفة اللاهوتيين بخلافتهم
يكون قد انسل آلاف البسطاء إلى ملكوتي
فمن خلال مبشر بسيط أنا أعمل
من خلال بطرس الصياد الجاهل الناكر أنا أعمل ،
من خلال يوحنا الحبيب الرقيق أنا أعمل
ومن خلال توما الشكاك أنا أعمل ،
فعملي لم يعتمد علي فهمهم للاهوتي
بل على النعمةِ المعطاةُ مني لهم كحسب أيمانهم .
فلا تكونوا معلمين فلاسفة كثيرين يا أبنائي لأنكم في أشياَء كثيرةٍ تعثرون جميعكم ،
.
قد أوصيتكم أيضا أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا ، لا بالكلام ولا بالسان بل بالعمل والحق
فأنني اخترت الجهلاء لأخزي حكماء العالم
يا اله المحبة الغير محدودة و الحكمة
الاب و الابن و الروح القدس اله واحد أمين
نعم يا رب لقد اتخذتُ منك شعاراً ،
فقط لأزين به حياتي وأتفاخر به .
أعطني حياتك ومحبتك الحقيقية المحيية ،
لا الشعارات الزائفة المتكبرة ،
نعم يا الهي لقد كنتُ أنانيا وادعيت وجودك في قلبي أنا فقط
لكي ما أن أخلع على نفسي أنا فقط من صفاتك الإلهية .
نعم لقد حبستك في قلبي عن الآخرين
لكي ما أصير أنا مسيحيا فقط حتى أشعر بالارتفاع علي الآخرين
وبالامتياز بأني أنا مسيحي .
ولكن الحقيقة أني لا استحق مسيحيتي فأنا لست مسيحي بحق لأنه
بسببي يجدف عليك بين الأمم وغير المؤمنين بك
وذلك لاني لم أمت أنا لتحيا أنت .
لم أحاول الخروج بك وبمحبتك للآخرين .
سامحني يا ربُ وعرفني إرادتك واعطني قوتك لأنكر ذاتي واحملَ صليبي وأتبعك لأخرج من قبر أنانيتي قائما من موت الذاتية
بك أيها القائمُ من الأموات لالتقي بمحبتك في الآخرين ،
ولكي أنقلك ومحبتك للمؤمنين وغير المؤمنين لكي أحبك اكثر هنا وإلى الأبد . آمين
مسيحى أزاى أحول عنيا عنك ؟؟؟؟